معظمنا يعتبر السّحب أمرًا بديهيًّا. إنَّها تقف منتصبةً في أعالي السّماء، بيضاء صافية تتكوّن من قطرات الماء، فقط – التي تعتبرمادّة ثقيلة نسبيًّا – لكنّنا لم نرَها تسقط أبدًا . وزن السّحب هائل. وفقًا لحسابات أجرتها هيئة المسح الجيولوجيّ الأمريكيّة، فإنّ سحابة ركاميّة متوسّطة، على هيئة زهرة القرنبيط، تحتوي على حوالي نصف مليون لتر من الماء السائل، وتزن حوالي 500 طن. هذا الوزن الهائل يضاهي وزن 300 سيّارة متوسّطة تقريبًا . إذا كان الأمر كذلك، كيف تبقى السّحب حائمة في الهواء؟





عندما يصعد الهواء الدّافئ إلى ارتفاع معيَّن، يبتعد عن مصدر الحرارة (سطح الأرض أو المجمّعات المائيّة) ويبرد تدريجيًّا. الهواء البارد قادر على حمل بخار ماء أقل (أي الماء في حالته الغازيّة)، بالمُقارنة مع الهواء السّاخن. عندما يصبح الهواء باردًا بدرجة كافية، يصل بخار الماء فيه إلى نقطة النّدى، التي تسمّى، أيضًا، نقطة التشبّع أو درجة التّكثّف، وهي عبارة عن درجة الحرارة الّتي لا يستطيع الهواء بعدها أن يحمل بخار الماء، فيتكثّف ليشكل قطرات ماء سائلة. بناءً على ذلك، فإن الهواء الّذي كان حتّى ذلك الوقت شفّافًا تمامًا يمتلئ بسرعة بكميّات كبيرة من قطرات الماء الصغيرة الكثيفة الّتي تعكس جزءًا من أشعّة الشّمس السَّاقطة عليها، ولذلك، تبدو من بعيد على شكل قطن أبيض خفيف. هكذا تتكوّن الغيوم.
10 أفلام عن الكريسماس فى السينما العالمية..