كتاب الدحيح تأليف طاهر المعتز بالله يحكي الكتاب قصة حياة الدحيح صاحب البرنامج والقناة الاشهر على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، فكيف بدأ الدحيح وكيف وصل وما كواليس نجاحه بالتفصيل اشترك الدحيح ذاته في ذلك الكتاب حيث يقدم المقدمة الخاصة بالكتاب صوتياً من أجل إضفاء روحه الخاصة عليه، أما عن صميم الكتاب فهو ما سوف تنتناوله الآن
تناول الدحيح قصة أحمد الغندور وهو مقدم البرنامج الأصلي الذي بدأ في عرض محتواه العلمي منذ عام 2014 حيث وصل عدد حلقات البرنامج إلى 300 حلقة ثرية، وهو ذلك الشاب الذي تخرج من كلية العلوم الجماعة الأمريكية ويقوم بتبسيط العلم للمشاهدين على هيئة نظريات، ويتناول كتاب الدحيح على مدار الصفحات سر نجاح البرنامج بشكل غير مباشر، يتناول الكتاب حياة الدحيح في المرحلة الابتدائية بشكل سريع، حيث حرص والده والذي كان من عائلة متوسطة على إدخاله مدرسة مرموقة بإمكانيات عالية وكان يمده دوماً بالكتب ذات الفكر المتقدم حتى ادمن القراءة، خاض الغندور رحلة البحث حول التخصص الأنسب له حتى استقر على دخول العلوم في الجامعة الأمريكية وتضامن التوقيت مع توقيت الثورة بمصر، ولكن متى جاءت بداية الدحيح؟ شارك الغندور في مسابقة مع القنصلية البريطانية وهي مسابقة غريبة من نوعها حيث تذهب الجائزة إلى من يستطيع شرح موضوع علمي كبير ومعقد في مدة لا تتجاوز 3 دقائق فقط، فقد قرأ الدحيح مجلة “نتشر” في محاوله منه لايجاد حل لذلك الأمر وبعد المشاركة في المسابقة قرر أن يفتح قناة تحمل اسم الدحيح ليتناول بها نفس الفكرة، من المؤسف الذي ذُكر في كتاب الدحيح أن القناة لم تحصل على متابعات تماماً ولكنه كان يعطيها مزيداً من الجهد حتى هبط مستواه الدراسي من امتياز مع مرتبة الشرف ولكنه لا يبالي لذلك فقد وجد أن العلامات لا تنم عن شئ، مع عرض فيلم Interstellar قرر الدحيح أن يشرح النظريات الفيزيائية التي عرضت في الفيلم وهنا نالت القناة المشاهدات التي لا يستوعبها الدحيح وقت ذلك وهذا نتيجة لرغبة الناس في أن يكونوا على معرفة بابعاد الفيلم، وهنا نتوقف عن ملخص كتاب الدحيح وندعوكم للبحث عن قراءة الكتاب كاملاً والحصول على خبرات أكثر.
الدروس المستفادة من قصة نجاح الدحيح
يلخِّص طاهر المعتز بالله العبر المستفادة من نجاح الدحيح في ختام الكتاب بمايلي:
الحياة ليست خطية الصعود بل أسيّة
يعدُّ الهبوط جزءاً لا يتجزَّأ من حياتك أي أنَّ المعاناة في حياتك أشبه بمعسكرٍ تأهيليٍّ لتجهيزك لما هو قادم، فلولا السنين التي جلس بها غندور في غربةٍ في السعودية لما أُتيح له الوقت الكافٍ لقراءة كميَّةٍ كبيرةٍ من الكتب التي جعلته يخرج بالدحيح بعدها بسنواتٍ طويلةٍ.
تغلب على الشك وابدأ فوراً
لو أردت إحراز أي تقدُّم في الحياة عليك التوقُّف عن الشك والمبادرة بالعمل والانطلاق بالعمل حتَّى لو لم تكن جاهزاً إطلاقاً، وخذ رأي من الآخرين لتحسِّن نفسك.
لا تولد قصص النجاح فقط من رحم المعاناة
لا تولد قصص النجاح فقط من رحم المعاناة وإنما تولد أيضاً بسبب دعم الأهل وتشجيعهم. لو أن والد غندور قال له دعك من هذا الهراء وركِّز في دراستك لما كان برنامج الدحيح موجوداً أصلاً، ولو قال والد محمد صلاح لابنه دعك من لعب الكرة وركِّز في دراستك لما عرفنا محمد صلاح، لذلك شجِّع أولادك حين ترى بهم بذرةً ربَّما تؤدِّي إلى طفرةٍ.
إذا أردت المشي سريعاً فامشِ وحيداً
إذا أردت المشي سريعاُ فامشِ وحيداً وإذا أردت المشي بعيداً فامشِ مع مجموعةٍ أو خذ سيارة إجرة. إنَّ من أهم أسباب نجاح غندور قدرته الفائقة على العمل في فريق والاستفادة من كل أعضائه، وثقته وإصراره على إعطاء مساحة آمنة لتشجيع الجميع على المشاركة وإخراج أفضل ما عندهم ممَّا يُشعر الجميع أنهم يملكون البرنامج وليس مجرد موظفين فيه.
الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة
الأنا العليا والكبر والغرور هم بداية النهاية لكلِّ شخصٍ مهما كان وفي كلِّ زمانٍ ومكانٍ. لولا التواضع الصادق من القلب عند أحمد غندور لما وصل إلى ما وصل إليه ولما كَبُر البرنامج ولما استمر البرنامج، لذا لا ينفع أن تتكبَّر أو تتجاهل لأن ذلك سيصل بك إلى النهاية.
يحبُّ الجمهور المحتوى الرديء
جملة “يحبُّ الجمهور المحتوى الرديء” هي أسطورةٌ يروِّجها صنَّاع المحتوى الرديء، نعم المشاهدات مهمَّة ولكنَّها ليست كلَّ شيءٍ.
يترافق النجاح مع الامتيازات
للدحيح وكامل فريقه َّامتيازات سواء مادية أو تعليميَّة أو حتَّى جينية وهذا ليس عيباً أو حراماً، وإنَّ العيب يكون بالتمتُّع بالامتيازات وعدم استغلالها لنفع النفس والآخرين، لذا مهما كانت قدراتك وأياً كان موقعك تذكَّر أن الكنز في الرحلة بحدِّ ذاتها وأن رحلة المليار مشاهدة بدأت بشابٍّ صنع فيديو لم ينل أكثر من 50 مشاهدةً ولكنَّه قرَّر أن يكمل إلى النهاية.
أخطاء غير مقصودة وسط هجوم غريب
يدافع الكاتب عن الدحيح وعن الأخطاء غير المقصودة التي حدثت ويستغرب كيف كان التركيز على بضعة أخطاء غير مقصودة مقارنة مع عشرات أو مئات الحلقات الأخرى، إذ يفصِّل مثلاً في حلقة “نصك الملحد” التي فتحت أبواب الهجوم على الدحيح بعد طرح أسئلة عن تأثير التجارب على فهمنا للإرادة الحرَّة واعتقد البعض أن ذلك ضرب بالثوابت ممَّا فتح الأبواب لليوتيوبرز الآخرين للهجوم عليه لحصد المشاهدات، ويوضِّح الكاتب أن الدحيح لا يعبر عن رأيه إطلاقاً ولا يتبنَّى رأياً سياسيَّاً معيَّناً لأنَّه يعدُّ نفسه قارئاً للمعلومة ناقلاً لها دون تعبيرٍ عن آرائه الشخصية بالدين والسياسة.