في الوقت الذي كانت إسرائيــ.ـل تواجه هجوما مفاجئا للفصائل الفلسطينية الذين اخترقوا الحواجز حول غــ.زة وأطلقوا وابلا من الصواريخ أصاب مناطق عدّة، واجه القادة تساؤلات متزايدة حول كيفية وقوع الحادث، وفي القلب من ذلك عمل منظومة “القبة الحديدية” التي طالما أشادت بها ت،.ل أبيـ.ب.
لمنظومة القبة الحديدية الكثير من الانتقادات من داخل إسرائيــ نفسها، تحت وطأة مئات الصواريخ التي جرى إطلاقها على مدار ساعات متواصلة وسقط كثير منها داخل الأراضي الإسرائيــلية.
ما هو نظام “القبة الحديديـة”؟
نظام القبة القبة الحديدي.ـة هو نظام أرضي يعترض ويدمر الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى، وبدأ تفعيله منذ عام 2010.
تم تطوير القبة الحديديية من قبل شركة “رافائيل” لأنظمة الدفاع المتقدمة المحدودة بالتعاون مع شركة “رايثيون” الأميركية.
يتم تشغيلها بواسطة بطاريات دفاع صاروخي يمكنها الدفاع ضد هجمات الهاون والصواريخ مثل تلك التي يتم إطلاقها من الأراضي الفلسطيـ.ـنية، على بعد حوالي 40 ميلا من البطارية، كما أن هذه البطاريات متحركة بحيث يمكن نقلها إلى حيث تكون هناك حاجة إليها.
تتكون المنظومة من رادار لاكتشاف الصواريخ ونظام قيادة وتحكم يحلل البيانات التي يوفرها الرادار، وصواريخ الدفاع الجوي التي يتم توجيهها بعد ذلك للاعتراض، بينما يكلف كل صاروخ حوالي 40 ألف دولار، لذا فإن اعتراض 5000 صاروخ هو عمل مكلف للغاية.
على الواقع؛ تكتشف وحدة الرادار صاروخا قادما وتنقل معلومات حول سرعته ومساره إلى مركز التحكم في البطاريات، في حين تحسب أجهزة الكمبيوتر في مركز التحكم ما إذا كان الصاروخ سيصيب مناطق مأهولة بالسكان، وإذا كان الأمر كذلك، يتم إطلاق صاروخ من قاذفة تحتوي على 20 صاروخا اعتراضيا، ليكون الهدف الرئيسي إبعاده عن المناطق المأهولة بالسكان، وتقليل الضرر على الأرض.
صاروخ نظام القبة الحديدية قابل للمناورة بشكل كبير ويبلغ طوله 3 أمتار وقطره حوالي 15 سنتيمترا، وقالت مجموعة التحليل الأمني “آي.إتش.إس جين” في عام 2012 إن وزنه يبلغ 90 كيلوغراما.
رغم تكلفة المنظومة المرتفعة جدا فهناك عيوب سجلت بشأن فعاليتها، أبرزها أنه لا يمكنها التعامل مع قذائف الهاون من عيار 120 ملم وما دون ذلك، كما أنها لا تعمل على تدمير الصواريخ التي تقل مسافتها عن 4 كم لقصر مسافة الانطلاق.
وبالنظر إلى الحجم الهائل للصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، والتي تكون في كثير من الأحيان على شكل وابل كثيف، فإن القبة الحديدية “تقرر” أيها يشكل التهديد الأكبر للمناطق الحضرية والبنية التحتية، متجاهلة تلك التي يشير مسارها إلى احتمال ضرب مناطق غير مأهولة بالسكان أو أنها سوف تسقط في البحر.
ومع طول يوم المواجهة يحدث “إنهاك للمنظومة”، ويكون عدد الصواريخ أكبر من قدرة الاعتراض، إضافة إلى زيادة طاقة التشغيل على مدار اليوم وليس هناك وقت لإعادة وضع صواريخ جديدة برؤوس المنظومة، وهذه تكتيكات استخدمت منذ فترة في التعامل مع القبة الحديدية.
وهو الأمر الذي يجعلها غير فعالة بنسبة 100 % .